mercredi 6 mai 2009

حياة الشاعر محمد الشبوكي

شاعر الثورة الجزائرية محمد الشبوكي إن الشعر العربي في عمومه وعلى تعدد مضامينه واختلاف صوره ومظاهره يعـد من ثروتناالأدبية التي تجمعنا في توحد دائم الاتصال والترابط الذي يتحول إلى قوة مما يجعل لهذه القوة مدلولات حيوية,وإذا كان الشعر انتفاضة وجدانية وشدوا روحيا وأريجا ينبعث من تجاويف القلب فيكون الشعر السياسي هو أكثر ألوان الحياة الأدبية مواكبة لواقع المجتمع هادفا إلى ترسيخ مكانة الفئة التي ينتمي إليها الشاعر السياسي.وتساعد الصورة النضالية في إلقاء الضوء على الحركات السياسية التي أثرت الأدب في الكثير من النواحي وقد انعكس تأثيرها على الشعر بصورة خاصة فالشعر فن متصل بالوجدان وموضوعه الإحساس والشعور ومجمل عواطف النفس البشرية وغايته الإثارة والإيحاء والارتفاع بالذات عن الواقع ورتابته بقيمه التعبيرية الجمالية, فالشاعر لا يتعرض للاعتبارات السياسية من زاوية العلم ولا يعرضها بأسلوب العالم ومنطقه وإنما يضفي عليها من فنه ليجعلها جزءا من القوة الروحية في المجتمع,ويكسبها من حرارة قلبه وأعماقه لتنفعل في النفوس وتستجيب لمؤثراتها . فالشاعر من حيث الأسلوب هو الباعث على التأمل المحرك للعواطف وهو لا يخاطب العقل بالقياس والمنطق وليست غايته الإقناع بالجدل والبرهان بل يسلك إلى ذلك سبيل التأثير الشعوري الوجداني الذي يمتلك النفوس بالأخيلة البيانية والصور البليغة فيلجأ إلى التضخيم والمبالغة ويختار العبارة الدالة مكتفيا بالإشارة والتلميح دون الإحاطة والاستقصاء .يتألف ديوان الشاعر السياسي المجاهد محمد الشبوكي من 200 صفحة تقريبا ويحتوي على 121 قصيدة بين: وطنية منها : لبيك يا ثورة الشعب ـ إلى النصر هبوا ـ جيش التحرير الوطني ـ قم وانشد.ودينية منها : المجد في القرآن ـ عودوا إلى القرآن ـ مناجاة هلال رمضان ـ ليلة القدر .وأناشيد ثورية منها : دولة الشعب ـ من ملحمة الثورة ـ واصل جهادك ـ لولا نوفمبر ـ جزائرنا ـ نشيد الجهاد .ومقطوعات اجتماعية تحمل في طياتها ذكريات ومناسبات ذاتية مرت في حياة الشاعر الكبير ثم قصائد إخوانية وجهها: إلى الصديق المبروك ـ والشيخ المتصابي , ثم قصائد متنوعة الأهداف والأغراض.لكن بعد الإعلان عن بداية الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954م كان لابد من نشيد يردده الثوار في كثير من المناسبات حتى في المعارك فكان نشيد (جزائرنا) الذي ألفه المناضل محمد الشبوكي الأثر الكبير في نفوس المناضلين والجميل في الأمر أن هذا النشيد لم يزل يردد عند كل مناسبة وطنية ويحفظه الكبير والصغير إلى الآن بالإضافة إلى النشيد الوطني الجزائري (قسما) .نسب الشاعر : هو محمد بن عبد الله الشبايكي الملقب الشبوكي من أسرة آل الشبوكي الحميدية من قبيلة اللمامشة الذي ولد عام 1916م بمنطقة ثليجان التابعة لدائرة الشريعة في ولاية تبسة.علمه وشيوخه : تتلمذ بادئ ذي بدئ لوالده فحفظ جزءا من القرآن الكريم ثم التحق بكتــّاب الأسرة فحفظ الٌقرآن كله وعددا من المتون العلمية والمتنوعة ومجموعة من أشعار العرب القديمة.وفي أوائل الثلاثينيات انتقل إلى واحة نفطة بالجنوب التونسي لتلقي المبادئ العلمية عن شيوخه الأجلاء نذكر منهم : الشيخ محمد بن أحمد ـ والشيخ إبراهيم الحداد ـ والشيخ محمد العروسي العبادي ـ والشيخ التابعي بن الوادي رحمهم الله جميعا وجزاهم عن بث العلم والمعرفة أحسن الجزاء ,وفي عام 1934م تحول الشاعر إلى تونس العاصمة لمواصلة الدراسة بالجامعة الزيتونية إلى أن أحرز شهادة التحصيل سنة 1942م .أبرز المحطات في حياته : عــاد من تونس إلى وطنه وانخرط في سلك التعليم في المدارس الحرة تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في كل من: مدرسة تهذيب البنين والبنات بمدينة تبسة ,ومدرسة الحياة في مدينة الشريعة ,ومدرسة التربية والتعليم بمدينة باتنة ,وفي الوقت عينه كان مشاركا في النضال السياسي الوطني وعضوا عاملا في حركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم عضوا في مجلسها الإداري في فترتها الأخيرة.ألقت القبض عليه السلطة الفرنسية في شباط عام 1956م بسبب نشاطه الثوري وزجت به في المعتقلات وفي العام نفسه كان قد ألف نشيد جزائرنا وهو في سجنه الذي بقي محتجزا فيه مدة ست سنوات حيث أفرج عنه يوم 13 آذار 1962م .بعد خروجه من المعتقل عـاد إلى مهنة التعليم كأستاذ ثانوي وواصل نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني وشارك في المجالس التالية :1. المجلس الإسلامي الأعلى عضوا2. المجلس الشعبي البلدي لبلدية الشريعة رئيسا3. المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة عضوا ثم رئيسا4. ونائبا بالمجلس الشعبي الوطني في فترته الثالثة .5. كان عضواً قيادياً في ح** الشعب بمنطقة الشرق الجزائري.6. كان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني.7. له ديوان مطبوع من قبل المتحف الوطني للمجاهد.ولقد أجاد الشاعر محمد الشبوكي فكان أحسن دعاية للثورة الجزائرية وأشنع تصوير لأعدائه فألهب بقصائده النفوس إلهابا وأيقظها من غفلتها إيقاظا, وهو الذي هيأ النفوس لتغيير الواقع وجعلها تستهين بالموت, ومن أهم قصائده نشيد الثورة :جزائرنا يا بلاد الجدود .................. نهـضنا نحطم عـنك القيودففيك بـرغم العـدا سنسود .............. ونعصف بالظلـم والظـالمينسلاما سلاما جـبال البلاد ..................... فأنت القلاع لنا والـعمادوفيك عقدنا لـواء الجهاد ................. ومنك زحـفنا على الغاصبينقهرنا الأعـادي في كـل واد ................ فلم تجدهم طـائرات العمادولا الطنك ينجيهم في البواد .................. فباءوا بأشلائهم خاسـئينوقائعنا قد روت للورى ........................... بأنا صمدنا كأسد الشرىفأوراس يشهد يوم الوغى .................... بأنا جهـزنا على المعتدينسلوا جبل الجرف عن جيشنا .................. يخبركم عن قوى جـأشـناويعلمكم عن مدى بطشنا ....................... بجيش الزعانفة الآثـميـنبجر جرة الضخم خضنا الغمار........... وفي الأبيض الفخم نلنا الفخاروفي كل فج حمينا الذمار........................ فنحن الأباة بنو الفاتحيننعاهدكم يا ضحايا الكفاح .................... بأنا على العهد حتى الفلاحثقوا يا رفاقي بأنا النجاح ........................ سنقطف ثماره باسـمينقفوا واهتفوا يا رجال الهمم ..................تعيش الجبال ويحيا الشممو تحيا الضحايا ويحيا العلم ............... و تحيا الدماء، دماء الثائرينوقد جاء في تعريف هذا الديوان الذي قام بطباعته المتحف الوطني للمجاهد بالجزائر:"يتشرف المتحف الوطني للمجاهد أن يضع بين يدي القارئ الكريم هذا الكتاب القيم الذي بدون شك سيسهم في إثراء المكتبة الوطنية والثقافة الإنسانية ويضيف لبنة إلى صرح تاريخ شعبنا العريق في النضال والتضحية".المتحف الوطني للمجاهدعام 1995وقد قدم السيد محمد الطاهر فضلاء لديوان الشاعر فقال : وبعد فها هو الديوان بين يدي فما المطلوب مني أن أقدمه من هذا الديوان ؟ الشعر في الديوان ؟ أم شاعر الديوان ؟ وكلا الأمرين صعب المرتقى عسير الوصول فيه إلى غاية المرتجى... فمحمد الشبوكي هو ذاك الصوت الذي أضناه الشوق وبرحه الجوى وخنقته العبرة من الأسى فغدا يحاكي في زفراته أنين العود المتقطع الرنين المكدود الصوت المبحوح الأنفاس والنغم:هذه صورتي وهذا شعوري .............. عبرا عـن حقيقتي وضميريفي محياي قد بدا لون إحساسي .......... وضـاءت مسرتي و**وريأنا أهوى الحياة تصفو مجاريها .............. وتشـدو بكـل لحـن نضيروبقلبي الخفوق ينبوع شعر ............... في قوافيه غبتطي وسروريوقد رد الفضل في طبع وإخراج هذا الديوان إلى اثنين:الأول : الأستاذ الفاضل بشير فاضلي رئيس مركز الحسابات بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.الثاني : ولده البار الدكتور سعدان شبايكي أستاذ الاقتصاد بجامعة قسنطينة ـ سابقا ـ أما الآن فهو رئيس ومدير المركز الجامعي د. يحيى فارس بالمدية, وقد كان لي شرف لقائه يومي 14ـ 15 أيار 2006 في الملتقى الدولي حول التعليمية والبيداغوجيا والعلاقة بين الجامعة والمحيط ,الذي كان تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقد شكرهما في أبيات ودعا لهما بالتوفيق والنجاح في أعمالهما فقال :أبا فاضل الأخلاق شكرك واجب ....................... علّــــي فخـذه بالوداد معطـراودمت نصير الضاد تعلي لواءها ............ وتبغي لها في الصبح أن تحمد السرىويا ولدي سعدان عشت موفقـا ................... إلى الخير ممدوح الخصال موقــراترافقك الحسنى بكل ثنية ............................ ويلقـــاك نجم السعد دوما مبشراوقد أهدى الشاعر الشبوكي هذا الديوان إلى الشعب الجزائري الوفي لثوابته ومقوماته الأصيلة والذي كان على موعد مع التاريخ في ثورة التحرير المباركة فاسترجع حريته واستقلاله وسجل مواقف بطولية تردد دويها في أقاصي العالم وأدانيه . وإلى أرواح أولئك البررة الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر .الشريعة 5 محرم 1415 هـالموافق 15 جوان 1994مو جاءت مختلف قصائد هذا الديوان بمواضيعها واتجاهاتها ومفرداتها الجزلة القوية والتزامها التقاليد والأصول الأساسية للشعر العربي تدل على مكانتها العميقة البعيدة المدى والتي تدعو إلى هذا الأصل الأصيل دون أن تقف في معارضة الصور الشعرية الحية المترقرقة الزاهية بألوان زنابقها الحمراء والقرنفلية ..مع التشدد في ملازمة المعارف وذلك الأسلوب الناعم في أحاديث الهمس, فالشاعر وإن جأر وجاهر بأفكاره المبدئية المرتبطة في مذاهب الشعر العربي بالأصلاء من شعرائه كقوله في ذكرى ابن باديس:قـم ليوم العلم واهتف بالنشيد واقتبس شعرك من عبد الحميدواذكـر الأمجاد من تاريخه فهـو للأمجـاد ذو سفر مجيدفإن الشاعر الأصيل الوثيق الصلات بخصائص الشعر العربي على مدى مراحله هو شاعر يحنو ويحن ,إلا أنه يذود بنفسه ذيادا قاسيا صارما يخطو فيه خطو شيوخ الصوفية وشعرائها وتتلمس تلك العزائم الشداد في مثل قوله في ملحمة الثورة :حي على الجبال أخي وحي على المدفعـا واحمد إلهـك شاكرا متخشعـــاواهتف بأبطال الجهاد منوهــا بـالشعب قد أبلى البلاء الأروعـاوكان شاعرنا قويا فتيا شديد الوقع في عنفوانه رفيع المقام في استنهاض الهمم يجلجل ويشدو :أيها العرب يا بني الثورة الكبـ ـرى ألسنا ذوي النفوس الأبيهأين إيماننا وغيرتنا المثـ ـلى وأين الفدا و أيـن الحميهما لنا اليوم يستبـد بنا الضيـ ـم ونرضى في أرضنا بالدنيههـذه القدس قبلتنا الأو لى ومهــد الهداية النبويـهويقول السيد محمد الطاهر فضلاء : وأشهد أني ما قرأت لشاعرنا الكبير شعره عن تونس وأهلها إلا اعترتني هزة لا أدري ما هي من بين الأحاسيس:حي عني إن زرت تونس يوما دار ليلى واقرأ عليها السلاماوتلطف وقل لها إن قلبـي فـي هواك لما يزل مستهاماأنت يا دار موئلي ومزاري وسأبقى أغشاك عام فعامـافيك وقعت مزهري وتخير ت قصيدي وصغته أنغامـاويقول أيضا :يا تونس الأنس يا أرض الجمال ويا مهد الفنون ويا روض التلاحينتحيتي يا بلادا قد شغفت بها منـذ الشباب.. وإنـي جـد ممنونأ**اب تونس إني ما نسيتكم ذكـراكــم بقيت دومـا تنـاجينيويقول الشاعر محمد الشبوكي : أنه سلك في هذه المجموعة الشعرية طريقة الوضوح في الشكل والمحتوى كما أشار في المقدمة صفحة (10) وهي الطريقة التي ارتضاها الشاعر في نظم الشعر بعيدا عن أسلوب الرمزية وما يؤدي إلى التهويم في آفاق ضبابية تجعل من المضمون فارغا متلاشيا مع السراب حسب رأيه,فالشعر في نظره هو ما كان معناه يسبق لفظه في الوضوح والإشراق فيطرب له السمع وتهتز له النفس وإلا فهو كما قال الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا أن يقال له شعركما أن الشعر شذى ينبعث من زهرة إلى زهرة ينبغي أن يكون بريئا من كل ما يشوب العفوية والبراءة وقد حاول شاعرنا الكبير محمد الشبوكي ـ طبعا بقدر الإمكان ـ أن يكون وفيا لمنهجه الذي ارتضاه لنفسه ويقدم العذر عما يتخلل بعض هذه المجموعة الشعرية من النقائص فيقول :"عذري هو أنني أتعاطى نظم الشعر لا لأظهر براعة فيه أو تفوقا ,ولا أقصد من ورائه إلا تلبية الضمير وترضية النفس وترجمة الخواطر.وقد نظمت هذه القصائد في أوقات متباعدة حينا ومتقاربة أحيانا في الزمان والمكان فنظم بعضها في المعتقلات أثناء الثورة الجزائرية المباركة وبعضها الآخر نظم بعد إشراق شمس الاستقلال أما ما نظمه الشاعر قبل الثورة فقد ضاع كله كما قال :"فبعد إطلاق سراحي من المعتقلات ورجوعي إلى المنزل لم أجد مكتبتي التي أملكها فقد عبث الجيش الفرنسي الذي احتل المدرسة التي كنت أديرها والمسكن الذي كنت أسكنه بجانبها وعاث فسادا في كل ما تركت في المدرسة والمنزل ولا غرابة في ذلك, ويتساءل الشاعر منذ متى كان جيش الاحتلال الفرنسي يحترم الثقافة أصلا ؟؟

مدينة تبسة الجزائرية بوابة الشرق ورئة العروبة وأريج الحضارات

الموقع والمناخ
تقع مدينة تبسة في الشمال الشرقي للقطر الجزائري على الحدود التونسية تتميز بالحرارة الشديدة صيفا والبرودة الشديدة شتاءا وتشتهر بزراعة الحبوب والرعي وأيضا تعرف بالصناعات التقليدية المرتبطة أساسا بالماشية ومنتجاتها الصوفيةوهي تقع بين خطي عرض30/32 شمالا وخط طول 5.54 بين جبال الدكان والقعقاع وبورمان وهم من سلسلة جيال الأوراسي الأشميحدها شمالا مدينة مدينة سوق أهراس ومن الشرق الجمهورية التونسية وجنوبا وادي سوف ومن الجنوب الغربي خنشلة ومن الشمال الغربي مدينة عين البيضاء ويصل عدد سكانها اليوموأهم قبيلة فيها قبيلة النمامشة
أصل تسميتها
يرجع إسم تبسة الى الأصل البربري الأول الذي أطلق عليها سكانها الأصليون والذي يعتقد حسب الترجمة اللوبية القديمة بأنها تعني اللبؤة -أنثى الأسد - ولما دخلها الإغريق شبهوها بمدينة تيبس الفرعونية لكثرة خيراتها والمعروفة اليوم بطابة وبعد دخول الرومان سموها بتيفست لسهولة نطقهاومع الفتح الإسلامي تم تعريبها فأصبحت تبسة -بفتح التاء وكسر الباء و فتح السين
تاريخ وجودها
عرفت مدينة تبسة الحياة ووجود الإنسان عليها منذ حوالي12000سنة قبل الميلاد وذلك فيما يعرف عند المؤرخين بالحضارة العاتريةوقد أطل عليها فجر التاريخ بقدوم الفينقيين ليحتلوها ويضموها الى ممكلة قرطاجة وذلك منذ 250 ق مإلى أن وقعت تحت حكم الرومان بعد تغلبهم على القرطاجين سنة200 ق م ومنذ ذلك اليوم أصبحت مقاطعة رومانية فأصبحت نقطة عبور هامة للتجار من الجنوب إلى الشمالعرفت تبسة أوج إزدهارها في عهد الحكم الروماني حيث بنية معظم الأثار الرومانية الموجودة الإن بين 69/472 م إلى أن سقط الحكم الروماني على يد الوندال المتوحشين الذين عاثوا فيها فسادا وهدموا الكثير مما بناه الرومان.....بقى الوندال مدة إلى أن إسترجعها الرومان مرة أخرى فرمموا ما أفسده الوندال وأضافوا العديد من المرافق وهذا بفصل القائد سولومونبلغ عدد سكانها في تلك الحقبة مئة ألف ساكنوظلت تبسة تحت الحكم الروماني إلى أن أطلت عليها جيوش الفاتحين سنة 648م/27ه حيث إنتصر المسلمون على الرومان وأقاموا إتفاقية صلح مع البربر بقيادة الكاهنة –السكان الأصليون لتبسة -..لكنهم – البربر- نقضوا الإتفاقية وغدروا بالمسلمين وقتلوا الصحابي الجليل عقبة بن نافع و ثلاث مئة من صحبه الكرامعاود المسلمون فتحها بعد أن أعدوا العدة ونظموا الصفوف بقيادة حسان بن النعمان الغساني سنة 78ه /698م وفي مسكيانة خسر هو أيضا الحرب مع الكاهنة وخرج منها... ثم عاد......لتدخل تبسة بين مد وجزر إلى سنة82ه/701 م ليتم فتح تبسة نهائيا ويتمكن المسلمون من قتل الكاهنة وأسر أبنائها التسعة لتبقى تبسة مدينة إسلامية بفضل الله بدأ الحكم الإسلامي بالخلافة الأموية ثم العباسية إلى أن عين هارون الرشيد –إبراهيم بن الأغلب- حاكم على بلاد إفريقية-...لتخضع بعد ذلك إلى حكم المماليك-بداية بدولة بني زيري ثم الرستمية ثم الصنهاجية لتقع تحت حكم الدولة الفاطمية الشيعية الرافضة - الذين إبتدعوا بدعة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف – من سنة 398 ه/الى/442 ه لتنتقل بعد ذلك الى حكم الحماديين ثم المرابطين ثم الموحدين ثم الحفصيين إلى حين قدوم الأتراك – العثمانيين – سنة 1572 موبقيت تحت الحكم العثماني الى دخول المستدمر الفرنسي سنة 1842 وقد شارك سكان تبسة في المقاومة من بداية الاحتلال -ثورة الرحمانية نسبة الى القائد محمد الشريف الرحماني –سنة 1871/ 1872فيما يعرف بتمرد الأوراس.سنة 1913 شهدت بوادر الحركة الإصلاحية التنويرية مع تأسيس أول مدرسة حرة بالجزائر سنة 1913وبروز الكثير من المفكرين والعلماء المصلحين من أبرزهم الشيخ العربي التبسي 1891/1957 ومالك بن نبي 1905/1973
مشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية
من أبرز ما قدمت تبسة في الثورة التحريرية –معركة الجرف الكبرى- وهي أكبر معركة في الثورة التحريرية... وواصلت مشوار الكفاح لتحرير الجزائر ... إلى أن أخذت الجزائر إستقلالها سنة 196204-تبسة اليوموظلت تبسة تضطلع بدورها الحضاري كبوابة الشرق ورئة العروبة وأريج الحضارات ...تحت أسوارها المتعبة تشم رحيق التاريخ التليد ... وبين أحجارها ينبعث أريج الحضارات ... وعبق الأمجاد الخوالي... لتحكي لنا قصة الحضارة والإنسان و الحياة . ..وتحاكي لنا أثارها وأحجارها وقبورها وقصورها وأبراجها الشاهقة عاقبة المصلحين من جهة وعاقبة المفسدين في الأرض من جهة أخرى من قوافل وكتائب الراحلين ممن تعاقبوا عليها إلى الأن{تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
قالوا عن تبسة
وصفها أحد المؤرخين فقال- هي مدينة قديمة أزلية فيها اثار كثيرة عجيبة ...فيها دار المسرح وقد تهدم أكثره...أغرب ما يكون من البناء... وفيها هيكل يظن الرائي أنه كلما رفع يده عنه ما يكاد يعرف الفرق بين أحجاره لو غرست إبرة بين حجرين من أحجارها ما وجدت منفذا... وفي داخله أقباء معودة بعضها فوق بعض... وبيوت تحت الأرض ... وأزاج كثيرة ... ولها منظر هائل تشهد على عظمة الحضارة الرومانية ... وإنما المسكون منها اليوم هو قصرها فقد أصبح متحفا وعليه سور من حجر جليل متقن كأنما فرغ منه بالأمس بإختصار هو حصن عظيم ....-