mercredi 15 avril 2009

الطبق الرئسي لليوم الأول من رمضان


خلال تجوالنا في السوق المركزية المغطاة بالمدينة العتيقة والمشيدة من العهد الاستعماري والتي أعطت للمدينة رونقا جماليا خاصا من خلال إقدام مصالح الأمن على تنظيف وتطهير محيطها بقرار من مصالح البلدية استعدادا لاستقبال الشهر المعظم وتنظيما للحركة المكثفة للمتسوقين والمتسوقات تعرفنا من قبل بعض النساء والشيوخ وكذلك الشباب عن بعض العادات والتقاليد التي تميز الطبق الجزائري التبسي في اليوم الأول من هذا الشهر الكريم، فالكل يجمع على تسبيق عملية التحضير بأكثـر من شهر، بحيث يتم اقتناء المواد الغذائية، وبعض الخضروات و لتجنب التهاب الأسعار في اليوم الأول، وهنا أيضا تجدر الإشارة لعادة ربات البيوت بتبسة اللواتي يبادرن لشراء أواني منزلية جديدة في كل سنة تخص مائدة رمضان لاعتقادهن الراسخ بأن كل عام يهل بخير جديد تحت عنوان -كل عام وبركته -منها المخصصة للشربة والكسكس الذي يعنى بأهمية خاصة بشراء أواني فخارية كبيرة ومتوسطة الحجم· أسر تبسة أيضا واستعدادا دائما لشهر البركات تعمد إلى تنظيف البيوت وإعادة طلاء الغرف عبر الأحياء القديمة وإعطاء مسحة وصبغة خاصة للمنزل الذي يكون مع بداية اليوم قد ارتدى حلة جديدة·يوم ''القرش'' أو الشك يعد لدى الأسرة التبسية افتتاحية شرعية وتقليدية لشهر رمضان فإضافة للاستعداد لتحضير الشباب الذي يكون على موعد لأول يوم للصيام من خلال التحضير الروحي العقائدي وكذا المعنوي من خلال إشراكهم في التسوق والتحضير المادي للمناسبة الدينية فوجبة العشاء تكون بواسطة تحضير أطباق -الكسكس، الشخشوخة، الثريدة وهي تحضر في مجملها من السميد، كما تعمل الأسرة التبسية سيما منها تلك التي ما زالت تحتفظ بعاداتها باقتناء أكثـر من قنطار من السميد الممتاز الذي يحول في عملية تعاونية - تويزة يشار ك فيها الأقارب والجيران لكسكس يستعمل خلال الشهر كطبق أساسي لجانب التمر والحليب في وجبة السحور، بحيث يقدم الكسكس على شكل مسفوف بالسكر، الدهن البقري، قطع تمر دفلة نور، ويفضل البعض الآخر السحور طبق الكسكس -مسقي بالحليب والسكر·أما وجبة الإفطار لليوم الأول من شهر البركة والمغفرة فإن شربة الفريك تحتل الصدارة في أطباق المائدة التبسية والتي تسبق بسنّة فتح الإفطار بفردية التمر والحليب أي ثلاث أو خمس حبات اقتداء بالرسول الكريم ···الخ· إلى جانب هذا ظهرت في المدة الأخيرة شربة -الحلة- وهي تحضر من مادة السميد وكمية قليلة للنكهة من الشحم وتقدم على شكل حساء يغلب عليه الطعم الحار من خلال استعمال بعض التوابل· وتفاؤلا بحلاوة الشهر تفرض -المرقة الحلوة نفسها- لدى كل سكان ولاية تبسة، وهي تحضر أساسا من العنب الجاف والعوينة· كما تذهب بعض الأسر الأخرى إلى تحضير المرقة الحلوة من فواكه التين الجاف أو ما يعرف محليا ''الشريح '' والذي أصبح في العشرية الأخيرة يزاحم النوع الأول من المرقة الحلوة· باقي الأطباق تشترك فيها كل الأسر الجزائرية، ونذكر منها البوراك، بحيث تتحول بعض الأسر التي تشتهر باكتسابها لخبرة إعداد الورق الخاص بهذه الأكلة، إذ يفضل السكان شراء هذه الأخيرة من بعض المنازل المشهورة في هذا المجال بدلا من اللجوء من المحلات التجارية، كما أن الأطباق الحارة تفرض نفسها في طبق رمضان لدى الأسر التبسية، بحيث تحضر السلاطة المشوية أو الحميس كما يسمى في بعض الجهات من الوطن في طبق الإفطار، وعادة ما تحضر الهريسة التقليدية بواسطة رحي الفلفل الحار وخلطه بزيت الزيتون ليقدم على المائدة التي غالبا ما تدعمها الأسر التبسية بشواء محلي للحم خروف النمامشة ذي الشهرة العالمية
المصدر: زرفاوي عبدالله 2006-09-24

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire